تعدد الروايات في مذهب الإمام أحمد_مادة تاريخ تشريع د/ مساعد الفالح

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه

امابعد..

فقد تناولت في بحثي هذا (الرواية عند الإمام أحمد بن حنبل)

تعريفها _ألفاظها_الفرق بينها وبين الوجه _اسباب تعدد الروايات وهي من خواص المذهب الحنبلي.

1/ التعريف

الرواية : هي الحكم المروي عن الإمام أحمد في مسألة ما سواء كان نصا من الإمام أحمد أو إيماء وقد يكون تخريجا من الأصحاب على نصوص الإمام احمد فتكون "رواية مخرجة"

ألفاظها : الرواية_الروايات المطلقة _ومافي معناهاكالصريح

نصا _منصوص عنه_عنه _رواه جماعة[1].

الوجه : من فقه الأصحاب في إطار أصول المذهب وقواعده فيما لانص فيه ولارواية عن الإمام أحمد حينما تعوزهم الرواية عن الإمام أحمد ويفقدون النص .

ألفاظها : الوجه , الإحتمال ,التخريج ,النقل [2]

الفرق بين الرواية والوجه :

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مسودة الأصول

الرواية المطلقة : هي نصوص الأمام احمد اما الوجه فأقوال الأصحاب وتخريجهم مأخوذة من كلام الإمام أحمد أوايمائه أودليله أو تعليله أوسياق كلامه [3]

فمن قال من الأصحاب هذة رواية واحدة أراد نصه ومن قال هناك روايتان فإحداهما بالنص والأخرى بالإيماء أوتخريج من نص آخر له

ومن قال فيهما وجهان أراد عدم نصه عليهما

فإن خرج من نص ونقل إلى مسألة فيها نص يخالف ما خرج فيها صار فيها رواية منصوصة ورواية مخرجة وإن لم يكن فيها مايخالف النص المخرج فيها نصه في غيرها فهو وجه لمن خرجه فإن خالفه غيره من الأصحاب في الحكم دون طريق التخريج ففيها لهم وجهان ويمكن جعلهما مذهب لأحمد بالتخريج دون التقل لعدم اخذهما من نصه فإن جهلنا مستندهما فليس أحدهما قولا مخرجا للإمام ولامذهبا له بحال.[4]

اسباب تعدد الروايات في مذهب الأمام أحمد بن حنبل :

1) أن الإمام أحمد بن حنبل كان لا يرى تدوين الرأي

2) انشغاله بالحديث وجمعه وما يتعلق به

3) نقل أصحابه النصوص عنه تلقيا من أجوبته في سؤالاته وفتاواه.[5]

4) يرجع عن قوله إذا رأى الأصوب في غيره

قال أبو سفيان المستملي : سألت أحمد عن مسألة فأجابني فيها فلما كان بعد مدة سألته عن تلك المسألة بعينها فأجابني خلاف الجواب الأول فقلت له :أنت مثل أبو حنفية كان يقول في المسألة الأقاويل فتغير وجهه وقال:يا موسى ليس لنا مثل أبي حنفية أبو حنفية كان يقول بالرأي وأنا أنظر الحديث فإذا رأيت ما هو أحسن أو أقوى أخذت به وتركت القول الأول [6]

5)أن الإمام أحمد كان يروي أقوال الصحابة ويختارمنها وربما جاء الذين أخذوا عنه واستنبطوا من موقفه قولا آخر وذكروا الأقوال جميعا وبهذا تختلف الأقوال المنسوبة إلى الأمام أحمد هذا ما أشار إليه ابن القيم في أعلام الموقعين قال إذا اختلفت أقوال الصحابة تخير من أقوالهم فإن تبين له موافقة أحد الأقوال حكى الخلاف فيها ولم يجزم القبول [7]

هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

المراجع

1/المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل للشيخ العلامة عبد القادر بن بدران الدمشقي ,تحقيق عبد الله عبد المحسن التركي , الطبعة الثانية

2/المدخل المفصل إلى فقه الإمام أحمد بن حنبل تأليف بكر أبو زيد ,الطبعة الأولى

3/المدخل إلى دراسة الفقه الإسلامي ,للدكتور عمربن صالح بن عمر

4/تاريخ التشريع الإسلامي ,لمناع قطان

---

[1] المدخل المفصل الى فقه الإمام أحمد بن حنبل بكر ابو زيد ص

[2] المرجع السابق

[3] مسودة الاصول لابن تيمية ص 532

[4] المدخل الى مذهب الامام أحمد بن حنبل لابن بدران ص 138-139

[5] المدخل الى دراسة الفقه الإسلامي د.عمربن صالح بن عمر

[6] ال تيمية مسودة الأصول ص527

[7] تقلا عن مناع قطان في كتابه تاريخ التشريع الإسلامي ص 393